شجرة دارنا

بقالي يومين كنت عيّان قوي...وقاعد في البيت انا وماما وكأننا بنصور كليب "ست الحبايب"...انا نايم وهي سهرانة...او انا مليش نفس اكل وهي مبتاكلش عشاني...وصادفت اني من يوم الاربعاء نفسي اكتب حاجة عن عيد الأم..اولا لاني مكتبتش عن الموضوع ده قبل كده غير وانا صغير وكان كلام على قد براءته وجماله الا انه ساذج برضه نوعا ما...وثانيا لاني كنت مستني اتناول الموضوع ده بفكرة او تشبيه جديد عشان مبقاش بقول كلام متكرر

وصادفت برضه اني يوم الخميس..حضرت محاضرة اداهلنا رئيس القسم اللي بيشرف على مشروع التخرج بتاعي...ودي اول مرة كان يدخلنا...ومن المرات النادرة اللي اشوف فيها دكتور في كليتي ليه فكر او فلسفة معينة...هو يبان في الاول انه غريب قوي..لكن بعد شوية تكتشف انه فيلسوف قوي..وانه بيفكر ويتامل بعمق قوي اي حاجة قدامه...واعتقد اني ده اللي وصّله للي هو فيه..المهم

في نص المحاضرة الموضوع تفرع منه الى موضوع جانبي وفجاة...قال لواحد قوم اقف..وساله سؤال

ايه الفرق بين السمكة والشجرة؟

ومن الطبيعي جدا اني الولد يجيله ذهول ويندهش ان ده سؤال موّجه لطالب في بكالوريوس الهندسة المدنية

جامعة عين شمس

الواد يا عيني كتمها في صدره وفضل ساكت..اللي هو انا ناقصك يا عم..مش كفاية دماغي اتلحست لوحدها

وبدا الدكتور يقول الفرق

السمكة في رايه...كائن عادي بياكل ويتحرك ويدوّر على رزقه لحد اما يجي اجله ويموت...ولو ربنا اراد اننا ناكله هناكله..اما لو ما ارادش هيموت ويتحلل زي كل الكائنات التانية

اما الشجرة في رايه..فهي رمز للعطاء

وكلّمنا عنها كلام كتير...وهو كلام مطابق للحكاية الماثورة بتاعة الحطّاب والشجرة اللي كلنا قريناها واحنا صغيرين

الشجرة يا حضرات...كائن عظيم..وهي عايشة بتديك من ثمراتها...وممكن لو تعبان تروح تسند ضهرك عليها...ولو الدنيا شمس وحر تروح تقعد تحت ضلها...ولو نسيت كل ده وطلبت معاك تقطعها من جدرها...هتتقطع واقفة...هتنفصل عن جدرها وهي صالبة طولها وعظيمة زي ما كانت طول عمرها...ومش بس كده...لا دي هتديك برضه خشبها اللي بتستفيد منه...اما لو بردان ووصلت بيك الاسوة انك تحرقها عشان تتدفى...هتدفيك...ورمادها كمان ينزل لباطن الارض تاني عشان يرجعلك في شكل طاقة مرة تانية تستفيد بيها..يعني باختصار...بتديك كل اللي انت عايزه وهي عايشة وبعد ما تموت كمان..ومش طالبة منك اي مقابل

بالذمة في عطاء كده؟....من هنا الفكرة اللي كنت بدور عليها عشان عيد الام لقيتها...ناقص اني اكتب بقى اول ما احس بالكلام على طول....امبارح بقى وانا في عز التعب ونائم زي القتيل..حلمت اني قمت في نص الليل كتبت حاجة على الموبايل ونمت تاني

والنهارده لما قمت..مطلعش حلم...طلع الكلام ده...انا بهدي الكلام ده لأمي ولكل الامهات اللي بيمثلوا في حياتنا شجرة العطاء في وسط بيوتنا..واللي من غيرها مش هنلاقي لا سند ولا ضل ولا جذور ولا فروع

والمدهش بقى اني اتاخرت كل ده عشان اكتب كلام ناضج بقى ..مش زي كلامي عنها وانا صغير..لكن سبحان الله الكلام طالع كاني لسة عندي 10 سنين برضه...الظاهر اني مهما كبرنا بنيجي عندها ونقف عند السن ده...هما دائما يقولولنا كده بس احنا مبنبقاش مقتنعين...لكن انا دلوقتي اقتنعت تماما..والدليل اهو قدامكم

كل سنة وانتي طيبة يا ست الحبايب

------------

شجرة دارنا

------------------

كان يا مكان

كان في شجرة ..في وسط البيت

وشجرة بيتنا بقالها زمااان

من جدرها.. للدنيا انا جيت

وف حضنها ..فيه الخير الوان

وف ضلها عشت..اتربيت

والمولود ..اصبح انسان

كان يا مكااان

------

كان يا مكاان

كان كل اما اشكي

واسند راسي عليها واحكي

بتضمني بفروعها وتبكي

والقى الحزن كأنه ما كاااااان

وكان يا مكان

-----

كان يا مكان

كان جدرها عالي

ناسية الاسوة

وخير فاكرالي

واحزن ليلة

تبكي ليالي

وكان...يا مكاااان

-----

كان يا ما كان

اليوم يوم عيدهاااا

شجرة دارنا

يا ربي اسعدها

وفروعها يا رب الكون ده تزيدها

ونكتب ليها ونبوس ايدها

ونرسم صورة بالالواااان

وكان يا مكااااااان

----------

M.H.R

-----------------