انتبه!!!...الوحده...وطنية
ساذج من اسماها....ومجنون من عمل على تدميرها
وحدة وطنية....رغم انني قد تربيت على ما يسمى بمفهوم الوحدة الوطنية وقرات كتبها ورايت افلامها بل وسمعت اشعارها واغانيها...الا انني ولاول مرة قد نظرت نظرة الباحث فيما ارى وفي وسط ازدحام تلك الافكار والبحوث المصّغرة اذا بتلك الجملة العفوية تثور من شفتاي
اي وحدة؟....واي وطنية
منذ متى وذلك المفهوم يسيطر على ابناء هذا الشعب الواحد؟...منذ متى وله مؤيدون ومعارضون
منذ متى ونحن احزاب...لنعمل على توحيدها؟
هذا الشعب لمن لا يعرف ايها السادة هو من حفر مقابر الغزاه على مر التاريخ بايدي من لم تجف يداه من ماء وضوءه للصلاة وبايدي من ارتسم على يديه ذلك الصليب المقدس لم يدرك المغتصبون حينئذ اي يد تلك التي حفرت تلك المقابر ومحت تلك الحضارات الاستعمارية
لم يدرك ابدا ذلك الانسان البسيط انه يجب ان يسال شيخا ازهريا عن فرائض الوضوء...وان سؤال ابيه القسيس لن يفيد...فالبنسبة له...كلاهما رجال دين...وكلاهما طريقه للجنة
لم يشعر ابناء الاسكندرية في مظاهرات اهم الثورت في تاريخنا المصري والعربي..انهم ولو للحظة في وسط كل هذه الحشود والهتافات...قسمان...دينان...شيئااان...بل انهم ابناء مصر المطالبون بحريتها واعتدالها وبناة احلامها
لم تدرك عيناي في مشادات شارعنا انا هذا مسلم وذاك مسيحي الا عندما أقسم هذا بالنبي الكريم وذلك بالمسيح الحي لكي يصدق كل منهما الاخر ويمضي في سبيله
لم يدرك احدهم قط ذلك...ولم يشعر به ابدا..فكيف لي وبعد كل هذه القرون ان يتسلل في دمائي اي شعور اخر غير اني..مصري...عربي...اعبد الله الواحد تحت راية الاسلام وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم....وان هناك الكثير من هؤلاء المصريين..العرب....يتسلل في دمائهم نفس الشعور ونفس تلك الغيرة والحماسة...الا انهم اخوة اقباط يجدون سلامهم الديني بشريعة اخرى ارتضاها لهم عقلهم وقلبهم كما ارتضيت انا ديني بقلبي وعقلي
اذا كان الامر كذلك فبكل بساطة استطيع ان اقول ان مفهوم تلك الوحدة الوطنية ما هو الا اختراع...مصطلح دخيل في تاريخنا الحديث
! الله وحده يعلم من ادخله ولماذا...؟...
ربما من صنّفنا كذلك ونال براءة هذا الاختراع كان كل هدفه التأريخ ليس الا..وربما كان ذلك الهدف هو ابشع الاهداف في تاريخ مصرنا الحديث الا وهو الفتنة والانقسام...فمن يخترع وحدة يستطيع جيدا ان يشعل تلك النار التي سوف تاكل اعمدتها في سنوات عده..ويكون بذلك قد استطاع ان يفعل ما لم يفعله غيره في قرون..تلك الفتنة الزائفة التي لا نستطيع ان نغمض عنها اعيننا وندفن رؤوسنا في التراب لنتجنبها...فكل ّيراها بعينيّ الراصد ويلمح مظاهرها من داخل داخل قلبه...ذلك القلب الذي لم يفطم قط من حب هذه البلاد
انتبهوا ايها السادة...فالوحدة ..وطنية
والفتنة ...طائفية
وكل عام ومصر بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك اعاده الله على الامة المصرية بالخير واليمن والبركات
الرسم الكاريكاتوري للفنان الشهيد: ناجي العلي
------------
M.H.R