تصادف في هذه الايام ان اشارك في كثير من الاحاديث حول الزعيم الراحل جمال عبد الناصر...ما بين مؤيد له ومعارض كلية له ...سواء معارضا لما قام به من أعمال أو لذات عبد الناصر...عبد الناصر الذي نحت جزءا من تاريخ هذه الأمة..والذي كان عند البعض بمثابة الملهم والصديق والاخ والاب الروحي في بعض الاحيان...منذ زمن وانا امتلك هذه القصيدة والرسم الكاريكاتوري بقلم أستاذ الاساتذة (صلاح جاهين) والذي كان واحدا من ابناء مدرسة هذا الزعيم....المشكلة ليست في تصديق او عدم تصديق ما يقال عنه....المشكلة الحقيقية تكمن في انه اذا كان هناك نوع من انواع التزييف التاريخي في رمز من رموز هذه الأمة كهذا الرمز..فباي رمز سوف اثق يعد اليوم
ناصر ..البطل ...العقل المدبر لثورة الكرامة....اول من جسد شعار (ما اخذ بالقوة لا يسترد بغيرها ) بحروف من ذهب..اول من ازدهرت في عهده الصناعة المصرية..وبني في عهده السد العالي...وعادت قناة السويس للمصريين بعد سنوات وسنوات من الغياب...وبايدي مصرية عربية...فارس هذا الزمن الذي كنت انا نفسي واحدا من من حلموا العيش فيه رغم ما رأته مصر من صعاب في هذه الفترة
هل هو؟!!! نفسه...ناصر....الديكتاتور...عديم الرحمة....المسؤول الاول عن نكسة بلاده الاليمة عام 67م...بطل مسلسل التنحي ومخرج اعظم المشاهد الخداعية في تاريخ امتنا الحبيبة...فارس الحديد والنار...ومحبط امال كثير من محبيه امثال صلاح جاهين وغيرهم
لا اخفيكم ان هذه الكلمات لا تمثل رايا اكثر من تمثيلها للمجموعة من الافكار الدائرة في ذهني...هل هذان الوجهان لجمال عبد الناصر...هما وجهان لعملة واحدة؟...وما حدث كان ناتجا عن تناقض ما في تلك الشخصية الاسطورة......ام ان هناك كفة واحدة راجحة والاخرى ما هي الا ذلك الزيف والوهم الذي عاشه كثيرا من ابناء هذه الامة سواء كان مؤيدا له او معارض ؟!!!....في حقيقة الامر...لم اعد اعلم شيئا...كل ما اعرفه جيدا..(ان اليوم الذي سوف ادرك فيه ان تاريخ مصرنا الحبيبة عرضى للتزييف والعبث..هو نفس اليوم الذي سوف يهتز فيه حبي لهذه البلاد...لان هذا الحب في كثيرا من الاحيان كان يتجسد في هذا التاريخ الذي لطالما كنت افخر به...مادمت لا املك حتى الان الحاضر المشرف الذي يعوضني عن هذا التاريخ)....واعتذر للاطالة
* 23/7/1972 الرسم والقصيدة بقلم صلاح جاهين وصدرت هذه القصيدة في جريدة الاهرم بتاريخ *
اما هذه القصيدة فمن تأليفي وهي بالعامّية بعنوان
--------------------
فــــــــــــــــارس
---------------
لكل باب حارس...ولكل طير وليفه
وانا وليفي فارس...وحريته كيفه
فجرها ثورة نار
والعدل وياه ثار
بقى ضيف على كل دار
ولما زمانهم دار
كسّر كلامهم سيفه
رفع اكبر ستار
عنه وبان زيفه
......
لكني مش عارف
.....
أنا صحيح محتار
.....
ولا أنااا خايف
........
!هواللي جاب العار؟
وباع أمل زايف
عاش بالحديد والنار
ولا أنا مش شايف!!
........
أكيد مانيش شايف
.......
ما هو لو جمال بلدي
بالوهم كان كدبة
يبقى اكيد بعدي
كل التاريخ لعبة
و خسارة يا ولدي
هتعيش حياة اغبى
...
والحق هيكون مسخ...وهتجري ورا طيفه
ولكل باب حارس...ولكل طير وليفه
وانا وليفي فارس...وحريته كيفه
..........
M.H.R